آخر الأحداث والمستجدات
التهديمات الجديدة بمكناس، إعلان رسمي للاصلاح أم موعد بعيد الأجل للترقيع؟

في مثل هذا اليوم بالذات و قبل ستة أشهر بالكمال و التمام، نصبت اللوحات الاعلانية الجميلة و المصممة بكل تنميق و تدقيق و جمالية لا نظير لها إلا في الخيال، و التي تعد مكانسة الزمان و المكان بترميم و إصلاح "بعض" المناطق "الحضرية" بالمدينة.
ستة أشهر مرت إذن و لا حركية و لا أثر لأي تحرك لمجموعة الشركات المدونة أسماؤها على لوحات "العار" التي تناسى أو تعمد مصمموها أو أحد آخر تضمينها تاريخ بداية و نهاية الأشغال بهذا المشروع الإصلاحي الصغير في شكله و المضخم في طريقة طرحه على لوحة بمقاسات المشاريع الكبرى.
ستة أشهر مرت إذن و لم يسأل أحد عن الأموال التي رصدت لجملة الإعدادات و التهييئات التي ستشمل بقع حضرية بالمدينة، و التي تعاني التحفير و التهميش لدرجة تعجز معها حروف اللغة في وصفها و وصف حالتها.
لا شك بأن كل مكناسي دعا على من يستحقون، و هو يضع حذاءه في حفرة كانت في وقت ما "زليجة" حمراء أو بيضاء على رصيف رئيسي بالمدينة، لكنها تحولت لحفرة مليئة بالوحل بعد أن مرت قوات تمرير ألياف الهاتف أو كابلات الكهرباء لتنزعها و تترك مكانها كومة غبار تصبح وحلا بعد تساقط زخات الأمطار عليها.
أهل البيع و التجارة و أصحاب المحلات الاقتصادية بالمدينة دائما ما اشتكوا لأنفسهم و جيرانهم على أكثر تقدير من تضررهم من بؤر الوحل المتموقعة على طول الرصيف و أمام بوابات محلاتهم التي أصبحت بمثابة بوثقة مداد البصم بالإبهام في تصحيح الإمضاءات، حيث لا بد للزبون أن يحمل معه بركة الوحل قبل أن يدخل بها المحل ليترك أثره "الطيب" هناك، سواء اشترى من المحل أم كان مجرد زائر لا أقل و لا أكثر.
هذا الحال دفع بالعديد من تجار المحلات إلى تناسي لافتات الإصلاحات المعلقة على سور المولى إسماعيل (الذي بلا شك لو كان حيا لانتقم من مسئولي المجلس البلدي على تماطلهم)، و التفكير في استئجار بناء أو مياوم يتقن تمليط الواجهات، و تزويده بالاسمنت و الرمل من أجل رسم فسيفساء عجيبة من محل لآخر، في رصيف هو من حق الجميع أن يرى فيه إبداعا موحدا تترأسه البلدية.
لكن و بعد موجة أخذ المبادرة من الجميع قررت جماعة مكناس ربما، أن تبدأ أشغال التهيئة، تهيئة الأرصفة طبعا، فماذا حدث؟
حدث الذي حدث، فقبل أربعة أو خمسة أيام من كتابة هذه الأسطر تنقل بناؤون بمعاول الفلاحين إلى بعض الأرصفة بباب بوعماير و قاموا بتقليع الزليج المكسر أصلا و تجميعه على شكل أكوام معلنين انه سوف و سوف يتم إصلاح هذه الأرصفة و لو بعد حين.
أكوام الزليج و الغبار ما زالت هناك في مكانها منذ خمسة أيام دون معرفة المصير الذي ستؤول إليه، أو على الأقل متى ستنقل إلى مكان الزبالة من أجل ترك الأرصفة ترابية على طبيعتها لنعود لتاريخ الحجر و التراب.
فإلى متى ستبقى مكناس "كاتقضي أو تعدي" وسط زمان متسارع لا يرحم المتأخرين؟ و متى سيبقى الصمت و السكوت شعار كل مضرور في مدينة هي تنتمي لمملكة دستور جديد أتاح لحرية الرأي و المطالبة بالحق العام عديد فصول يكفي قراءتها و تمعنها من أجل القول بصوت عال "اللهم إنا هذا منكر".
الكاتب : | المهدي حميش |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-06-26 16:43:00 |